الملل الجنسي في الحياة الزوجية أمر مألوف و هو معروف حتى عند الحضارات القديمة,و الآثار المكتشفة و بعض الحفريات بينت أن العديد من الشعوب القديمة حاولت علاج أمراض مرتبطة بالجنس من بينها الملل الجنسي, هو في الأحرى ليس مرض إنما حالة نفسية تصيب الزوجين لعدة أسباب و تجعل الجنس بينهما ممل.

و قد ابتكرت الشعوب و المجتمعات الإنسانية , العديد من الطرق و الأساليب لعلاج الملل الجنسي بهدف الوصول إلى الاستقرار في الحياة الزوجية, و من المعروف أن المشهيات قد يكون لها أثر ايجابي للغاية في كسر الركود و الملل في العلاقات الزوجية, مثل الثياب الخاصة و العطور و الأجواء و الوضعيات الخاصة, و أيضا الفراش الجديدة لغرف النوم و إضافة بعض الورود و المرايا, و جعل الإضاءة في الغرفة بطابع جميل و خافت نسبيا و غير مظلمة, إضافتا إلى استعمال بعض الأعشاب و الأطعمة و الأدوية من الأشياء المتداولة بين الزوجين , و أيضا بعض التدليك الخفيف.





1- سبب الملل الجنسي:

من الممكن أن يصل الزوجان إلى الملل الجنسي, نتيجتا لتغيرات في الجسم و عن أمراض عضوية متنوعة, من الممكن أن يكون الأمر مؤقتا و بعد مدة يعود الإنسان إلى طبيعته, لكن في بعض الحالات قد تكون الحالة مزمنة و طويلة الأمد.

و تلعب الأساليب الصحية و التجميلية بمختلف أشكالها كالحمية الغذائية و الرياضية و العلاجات بالعقاقير و الأدوية دورا مفيدا في كثير من الحالات و لكن في أغلب الحالات فالملل الجنسي يكون نتيجة عوامل داخلية و نفسية, فمشاعر الإحباط و التوتر و تشنج العلاقة بين الزوجين, و قد يولد هذا مزاجا سيئا و عصبيا لدى الزوجة , هذا سيجعلها غاضبة من علاقة ركيكة و لا تجذبها إليها , و مملة لم تتغير منذ مدة, و لهذا يجب النظر إلى أصل المشكل و هي العلاقة بين الزوج و زوجته, و المشاكل و الصعوبات التي تشوب هذه العلاقة, و بالتالي توجيه التركيز نحو البحث في حل و تصحيح للعلاقة الزوجية,و هو السير في طريق التفاهم و المعاشرة الحسنة الأمر الذي يضمن حسن العلاقة الزوجية و يضمن استمرارها.

و يعتبر الحوار و التعبير عن المشاعر و الغضب و الإحباط أن يلعب دورا ايجابيا في كسر الهوة بين الزوجين بحيث أن التنفيس عن المشاعر و الآراء السلبية لدى الزوجين عن بعضهما يمكن أن يعرفهما على المشكل و أصله من ثم تعديله و تغيير السلوكيات المزعجة لدى الزوجين , من هنا نكسر الملل و الفشل في العلاقة الجنسية الزوجية.

2 - نتائج خطيرة للملل الجنسي:

من ناحية أخرى لدى الملل الجنسي نتائج سيئة على الحياة الزوجية , فالأزواج يمكن أن يهربوا في حالة غياب الوازع الديني إلى بدائل محرمة مع الأسف, و أساليب و طرق شاذة كالعلاقات المحرمة ,الاهتمام بأشياء أخرى تشغل الزوجين بشكل مبالغ و لا يستحق كالعمل أو البيت و ما إلى ذالك,و البعض قد يفكر في زوجة أخرى , و البعض قد يتحمل ذالك و يصبر على الأمر.

و الأمر نفسه بالنسبة للزوجات فقد تصبرن على الأمر و تقمن بالتغطية عليه و عدم مناقشته بسبب الثقافة السائدة بالمجتمعات الشرقية المحافظة, كما قد تلجئن إلى التسوق لقضاء الوقت و أمور البيت و العمل كما قد يلجئن الى طرق شاذة و منحرفة و هنا صار الأمر خطيرا.

و الذي يجب تأكيده هو أنه هناك عدة حلول لمواجهة الملل الجنسي و تجاوزه, و أول هذه الحلول تصحيح العلاقة الزوجية و إرساء ثقافة التواصل الزوجية و هذا يكون صعبا في البداية خصوصا إذا كانت العلاقة بين الزوجة و الزوج متلعثمة و يكون ذالك بشكل تدريجي و في حالة فشلت المحاولات الأولى لابد من تكرار المحاولة و الحفاظ على بيت الزوجية.

و في الخلاصة هناك حديث مبالغ عن الملل الجنسي فهذا الأخير و رغم حدوثه فان الزوجان يضلان يشتهيان بعضهما و لمدة طويلة و يعيشان حياة زوجية مديدة , فالاشتهاء المتبادل يكون نتيجة للخاصيات العضوية و تلعب التخيلات الجنسية دورا في ذالك , و المعروف أن الحياة الجنسية بين الزوجين يمكن أن تزدهر و تكبر و تتجدد بين الأزواج يلزمها بعض الحب و التقرب من الله لكي لا نقع في الحرام و الدعاء إلى الله بأن يحفظنا الله في أزواجنا.

إن ما نقدمه من معلومات هو موجه للأزواج قصد مساعدتهم على العيش حياة زوجية سعيدة, و كل استغلال للفوائد و المعارف التي نقدمها في الحرام , فان صاحبها يتحمل المسؤولية أمام الله لوحدة , و نسأل الله السلامة و العافية و أن يؤتي نفوسنا تقواها.

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم