
تاجر البندقية رائعة أخرى من روائع ويليام شكسبير، يروي لنا أحداثها في مدينة البندقية، وهي مزيج فريد لمشاعر النبل والوفاء والحب للصديق وللزوج، ومثال نادر للتضحية والفداء، وعرض شائق لتلك المشاعر النبيلة في مواجهة نقيضاتها من الخسة والنذالة مع الشح وغياب الضمير، فنتيجة الصراع الأبدي بين الخير والشر هي أكبر برهان على قوة الأول وهوان الثاني. وقد مثل الكاتب ذلك كله من خلال المرابي اليهودي «شايلوك» الذي يسعى في الانتقام من رجل بلغ في الوفاء أن صار مضرب الأمثال، وتشتد الأحداث بمحاولة صديق هذا النبيل لإنقاذه، فهل يا ترى يفلح في إدراك غايته كما أراد، أم أن للأقدار إرادة أخرى؟
يعد شكسبير (1564–161م) أشهر مؤلف مسرحي عرفه التاريخ. له آثار بارزة في المسرح الكوميدي والتراجيدي جسد من خلالها أبرز دقائق النفس البشرية في بناء درامي متساوِ أقرب ما يوصف به أنه سيمفونية شعرية. وهو ينتسب لأسرة مرموقة. قام بالتدريس في بلدته «ستراتفورد أبون آفون» التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، وقد تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال. في عام 1577م انتقل إلى لندن التي صارت نقطة الانطلاق لعالم المسرح والشهرة. ومن أشهر أعماله: تاجر البندقية، وروميو وجولييت، وهاملت، وعطيل، ومكبث، والملك لير.