بقلم محمد وحيدة 

قليل ما نعرفه عن الصومال فجل ما يعرفه اغلبنا انه البلد الأكثر مجاعتا في العالم و فقط لكن القصة لا تنتهي هنا ...فأجوع ليس كل المشاكل رغم انه احد أصعبها لكنه ليس إلا نتيجة حتمية للأوضاع السياسية و نقطة التناقض بهذا البلد الذي يعيش على وقع الحرب مند أزيد من أربعين سنة يملك من الثروات ما يمكن لاجيال الصومال الاحقة ان تعيش برخاء به .


واحدة من اكبر الواجهات البحرية بالمنطقة بإطلالة عريضة على المحيط الهادي  المعرف بكونه واحد من اكثر الوجهات استقطابا للسياح حول العالم فكينيا مثلا اقرب جار جنوبي للصومال و الافضل وضعا –بل لا مجال للمقارنة- تجني من واجهتها على المحيط الهادي الملايين سنويا و تستقطب العديد من الاستثمارات الأجنبية و العديد من الميزات من جانب أخر الجزء الجنوبي من الصومال و الغني فلاحيا يقع بالمنطقة الاستوائية الغنية التساقطات و متنوعة الانتاجية  .نهيك عن الثروات السمكية الكبيرة و الثروات الاحفورية التي لم يرفع الخمار حتى الان الا عن جزء ضئيل منها بسبب ضعف استقطاب الصومال للستثمارات التنقيب الاجنبية و تردي الوضع الامني .

غياب الدولة ابرز مشاكل الصومال 

حتى الان الصومال على رأس الدول التي تغيب فيها السلطة ومضاهر سيطرة الدولة للاوضاع  فجهازالشرطة ضعيف بل يبدو كمجرد مبادرة .و قوات مسلحة وبحرية هزيلة تفتقر للاسلحة الثقيلة و المعدات اللوجستيكية الضرورية للمؤسسات المسلحة لاي دولة و ايضا ضعف التطوع و الانخراط بصفوف الجيش والشرطة نتيجة للخوف الدي يسكن قلوب الشباب الصومالي من ما يعرف بحركة الشباب المجاهدين التي تهدد بذبح و تصفية كل من يتعاون مع الدولة فكل يوم تقريبا تحدث بالصومال عمليات تصفية ي حق من تكفرهم حركة الشباب بدعوى تعاونهم مع الدولة من رجال الشرطة و الجيش لكن على الاقل هناك برلمان و رئيس دولة يديرون شؤون الجزء المسيطر عليه من البلاد...

الانقسام و الانفصالية بالصومال

بالشمال اعلنت جمهورية ارض الصومال استقلالها و الانفصال حدث فعليا فهناك حكومة مؤسسة و دولة فعلية و يبقى هاجزها الاول ان تحضى بالاعتراف فلا احد يعترف بها فقيام هذا الكيان السرطاني كان سهلا فلا احد كان سيمنعه  بوجود حكومة مركزية غير قادرة حتى على تأمين محيط مقراتها بالعاصمة  فقوات الاتحاد الافريقي هي من يؤدي هذه المهمة  بل حتى ان بعض سياسات الحكومة متواطئ بشكل خطير مع هذا الانقسام فهي توجه مساعدات للدولة القائمة بالشما بداعي الحرب على حركة الشباب و باقي التنضيمات المسلحة ما يضع الصومال بقوة بدائرة الانقسام و الشتات.

لا احد يتجول مرتاح البال بشوارع مقديشو


قبل مدة كنت قد شاهدت شريطا و ثائقيا عن مقديشيو و الحياة بالمدينة.غريبة وقاسية ففي محطة اذاعية تبث على اثيرها ما يقلق حركة الشباب اوضاع خطيرة فالقناصة يحيطون بالمكان ومن يرفع راسه لزاوية نضرهم سترديه الرشاشات صريعا و الاتصالات تتوارد على الصحفيين العاملين هناك بشكل متكرر من عناصر الشباب يهددونهم بالتصفية فمن العاملين من لم يخرج من المكان لشهور عديدة فلولا قوات الاتحاد الافريقي المرابطة بجنبات المحطة لتأمينها لكان الشباب قد فصلو رؤوس الصحفيين عن باقي الجسد على نهج القاعدة و الطلبان .

بصيص امل

لكل وطن هناك دوما ابناء يحبونه و للصومال ايضا من يحبه بقوة  . و القصة هنا شاهدتها لاحد المهاجرين ببريطانيا و الذي ترك حياة الرفاه و الرغد هناك ليتجه الى وطنه الام حيث ويلات الحرب و المجاعة حيث استثمر ثروته كلها في مقهى وسط كل التحديات و استمر في التحدي وهدد بالقتل و استمر رغم ذالك و في احد الايام قام احد الانتحاريين بتفجير نفسه وسط المقهى موديا بحيات العديد من الاشخاص ومحطما كل المجهود و الطموحات.لكن رغم ذالك اعاد صاحب المقهى فتحه واصلح كل ما كان قد تحطم و مسح دماء الضحايا التي لطخت الجدران و وصلت حتى السقف  وعاد الامور لسلبق عهدها هناك وثله كثيرون اخر.

و في النهاية قلمي المغربي لم يشهد الاوضاع هناك و لم اقف بالميدان انما نكتفي بتحليل ما يتوارد من تقارير من من هم هناك يعايشون معانات المواطنين وما تخطه أقلام صحفيين عرفوا و جمعوا الكثير عن الصومال ولا املك عبارة اختم بها اجمل من ان أقول كان الله في عون الصوماليين.
أحدث أقدم