في مواضع كثيرة في القرءان الكريم يستحضر جل و تعالى سننه في الكون و من قوله تعالى نعرف ان الدنيا لم تخلق عبثا و انما وجدت بهدف و مقصديه اختارها لها جل في علاه بل و حتى الحياة العادية و طريقة سير الاحداث في الدنيا تقتضي ان تكون هناك سنن لتتماشى حسبها الامور و تكون بدالك الحياة مضبوطة بقواعد و قوانين ما يضمن لكل ذي حق حقه و يعيد كل ما يخرج عن مساره الى الجادة التي وجدت له و من هذه السنن و أهمها أن الحق حق سيضهر على الباطل و انه سيعود الى اصحابه الذين سلب و اخد منهم.
يضلم الكثيرون كل يوم و يقتل الكثيرون بغير ذنب أذنبوه و يستضعف الضعفاء و لا ينصرون لأنهم قاصروا القدرة و يموت هؤلاء دون أن ينالوا حقهم و دون أن يقتص لهم لذالك كان من الضروري ان يجمع الناس لموعد نهائي و ختامي يأخد فيه اصحاب الحق حقهم الذي لم يكن بإمكانهم اخده في الدنيا و هذا كله تماشيا و سنة الله جل و علا في خلقه و انهم مجموعون ليم القصاص و ان لا يدحب الحق ابدا من اصحابه و ابدا لا يضهر الباطل عليه و ان حدث و ان مات المرء و لم يأخد حقه من غاصبه في الدنيا فان الاخرة مود اكيد لكل اطراف النزاع و هناك يعود الحق لصاحبه.لهذا فان الحق مضمون مهما يحدث فهي سنة ثابة.
لذالك قد يصيبك حزن اذا ما ضلمك أحد و لم تحقق لك العدالة و قد يساورك الشعور بالنسيان و تعتقد أن الضالم قد أفلت بفعلته كلا فهذا لن يحذث أبدا , لأن الحق لابد له أن يتحقق و ان لم تأخد حقك في الدنيا اعلم أن الله قد خبأه لك في الاخرة حيث ستكون في حاجة اليه , أكثر.
يقول فردريك نتشه في احدى مقولاته: يفقد الكثرون حقوقهم و يضلم الكثيرون و لا يستردون حقوقهم , ان هذا العالم غير عادل , لابد من مرحلة أخرى يستعيد فها أصحاب الحق حقهم, ربما نيتشه بدون أن يدرك يقر بان هذ المرحلة الاخرى التى يأخد فيها المضلومون حقوقهم هي الأخرة, فهو محق لابد و حسب قوانين المنطق أن ياخد أصحاب الحق حقهم, ان لم يحدث ذالك في الدنيا , فانه سيعود لهم في الأخرة.