بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على رسول الله و بعد

أخي الكريم أختي الفاضلة لا شك في أن الكل قد بلغ إلى علمه كون الاستماع إلى الأغاني و المعازف من ما حرم الله تصديقا لكثير من أحاديث النبي التي تواردت عنه صلى الله عليه و سلم لتبغض من شأنها و يتجلى من سياقها كون الاستماع للمعازف امرا محرم.

و يبقى السؤال ما الحكمة من تحريمها و سأخبركم انه أكيد في الأمر حكمة ¸ و عن تجربتي الشخصية لن احكي لك عن دراسة علمية و لا عن أقوال أشخاص و إنما عن تجربتي مع الأغاني و ما جرتني إليه ¸ كنت طالبا بالكلية كغيري بروتين يومي و لقاءات متكررة مع الرفاق بالشعبة و النضرات ¸ و الأحاديث و الكثير من الحاكيات اليومية العادية حتى التقيت بفتات لم اكلمها و لم يكن بيننا شيء كانت مجرد نضرات إليها نضرات ربما إعجاب¸ أو ربما أشياء أخرى لكن أكيد خطيئة النضر ¸ حتى التقينا ذات مرة على باب المدرج صافحتني بابتسامة إلا أني لم أدرك أنها كانت تعنيني بابتسامتها فلم أرد و تساءلت هل كانت تقصدني ...تحسرت لم أدركت الأمر¸ استدرت نحوها فادا بها ضجرة و ذائقة من الأمر و من حقها أن تفعل و مضت الأيام و كثيرا ما أحسست بتقربها إلي ¸ إلا أنني لم أدرك ذالك بل على العكس أذيتها بعدما أكثرت علي عبسا في و وجهي ¸ ولم أكن احمل في قلبي لها أي مشاعر حينها إلا الإعجاب ... و فجأة بدئت استمع بشكل كبير إلى الأغاني و الغرامية منها على وجه الخصوص¸ بشكل دائم و متكرر و متكرر.

فما كان إلا أنني انجرفت مع محتوى تلك الأغاني و وقعت فيما لم أكن أتوقع الوقوع فيه أبدا ... وقعت في غرام تلك الفتاة غرما دموي¸ و هويتها أيما هوى و لعامان و أنا اغمر في هواها حيا و اخرج شبه ميت... حتى أدركت ذات مرة أنها مرتبطة بشخص أخر.

و ذات واقعة ¸مرت و خليلها على يسارها و أنا متكئ على جدار يمينا ¸فنضرت إلي نضرتا جرحتني بها جرحا غائر و لم اعرف حتى يومنا ما كانت تقصد بنضرتها تلك فقط رئيت ملامح وجه مبعثرة غريبة ...حزينة و ربما متشفية ¸لكنها جرحتني و كان السبب و أنا موقن منه ¸ هو استماعي للأغاني الشيء الذي جرني إلى هذا الهراء و الذي ندمت عليه بكل حسرة ¸ فقد جعلني اقصر في ديني و دنياي لشيء لا يستحق قطعا و جعلني أعاني من اجل شخص و الله لا يستحق و أيا كان لم ترح هذه التجربة سدى علمتني تلك الفتاة كيف أغض البصر حتى لا أعذب مرة أخرى و علمتني كيف أتجنب الأغاني الغاوية و الفارغة المعنى و التي لا فائدة منها و أدركت ان كل تلك الضوضاء المحدثة حول الحب هي تفاهة مكانها القمامة و أن الصحيح أن نغسل أدمغتنا من هذه التفاهة  و اسئل الله العلي العضيم المغفرة لي و لكم.

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه الفقير إلى الله : محمد وحيدة

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم


اشترك في القائمة البريدية