المجتمع ميدان معارك شرسة تلمعها بعض الباقة في بعض الأحيان و كونها مستورة عن عيون الكثيرين , إلا أنها تدور بدون توقف و حالات اجتماعية في كل لحظة تزداد إلى مخزون المشاهد المؤلمة في المجتمع , و ضحاياها كما لم يخرجوا منها سالمين لن تمر عليهم مرور الكرام , سيجنون منها تبعات نفسية بليغة التأثير على حياتهم النفسية و تتمة حياتهم , و سيكون لها تأثير على محيطهم و على عائلات ضحايا شراسة المجتمع , ضحايا الفقر و الظلم و الفوارق الاجتماعية ضحايا الاغتصاب و الاعتداءات و الاحتيال
من منطلق التحليل النفسي المنطقي و الأمثلة من داخل المجتمع, سنستنبط الحقيقة التي دائما ما تشير إلى أن متعاطي المخدرات و غيرها من الممنوعات و العنف و السرقة و باقي أشكال الانحلال الخلقي هم أصحاب تاريخ نفسي عنيف و جار ح في حقهم و إحساس يملئ أعماقهم بالظلم و القهر و الاستعباد بين الطبقة التي تملك القوة الاقتصادية و المادية و المعنوية , بين قوي الجثة الذي يجني المال من استضعاف الضعفاء و بين هزيل الجسم الذي يمضي يومه في كد و تعب يجني لقمة العيش ليدفع جزئا منها لأمر الحي و أقوى صاحب نفوذ فيه , هناك دائما إحساس بالفارق فالأمر لن يغفل عليهم لأنه سهل الاستشعار , انه الحقيقة المرة , انه المرض الأصل الذي يولد المرض النفسي , من الصعب معالجته , و من المعقد ذالك , مجرد المحاولة تعني تضحيات جسيمة نفسية و الكثير من الدماء لننتزع الشرف و نحصل الكرامة
كل هذه المشاعر من الظلم و التفرقة الاجتماعية و استمرار السكوت عنها , و اعتبارها جزء طبيعي من حياة الأفراد داخل المجتمع , و رضوخهم لها نتيجة لضعفهم و عدم قدرتهم على مواجهتها , و خطورة ذالك بين مجتمع مليء بالمجرمين الأنذال المستعدين في أي لحظة لذبحك و تصفيتك و إعطابك و نظام غاشم يفرض الفاسدون من رجاله سلطتهم و ينهجون نهج الإرهاب و الظلم على غرار الجرمين , و هكذا الفرد بين طرفي كماشة تسحق عظامهم , و أمانيهم ,كل هذا سيكون السبيل الذي يسلكه المجتمع نحو أزمة الأخلاق و الانحطاط الاجتماعي, و لينسى المهموم همه يلجئ للمخدر و كل ما يغيب العقل لنسيان الواقع المرير , و مع الأمر يبدئ الانحراف لينتقل إلى درجات أعلى من الانحراف
و لم نتساءل يوما لما اللص يسرق بشكل تحليلي, صحيح إن قلنا أن الأمر له علاقة بأزمة أخلاق و أيضا من الظالم أن لا نقول أن للأمر علاقة بالجانب الاقتصادي و ما يجب أن تدركه و أنت تقرأ هذه السطور أن الأزمات المادية تدفع بالأشخاص إلى اقتراف أشكال بشعة من الجرائم , لأن المجتمع لا يرحم و دائنون يضغطون عليه و كذالك الأبناء و الحاجات اليومية
كل هذا إن قيل قد لا يفي بحقيقة المجتمع الجارحة فالمجتمع منصة تنظير لا يتوقف , لغناه و تعدد الحالات المختلفة, و لا يكفي لنفهم الأشخاص الذين يعانون من داخله و تغير سلوكياتهم إلى الانحلال و العنف و قد لا يكون الأمر بمحض إرادتهم إنما دفعوا إليه عن رغم إرادتهم و مع القليل من الضعف كانو مثالا سلبي في تاريخ المجتمعات الانسانية
محمد وحيدة
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ