بالمغرب و نتيجتا للتعدد الثقافي و العرقي , احتل نقاش الهوية حيزا مهما من الحديث السياسي , و مع تصاعد الحركات التي تتبنى خلفية عرقية و تدافع عن الهوية , من الناحية العرقية, على غرار الحركة الامازيغية, حدث ان اعطى كل تيار فكري , تعريفه و رأيته الخاصة للهوية المغربية , هذه الاخيرة و نتيجتا للتـغيب الذي ربما اصاب الثقافة الامازيغية , اتجهت لترد بالمثل و اتهمت النضام بتعريب الامازيغ و شنت هجوما عنيفا عليه , وعلى كل من يتبنى الثقافة و اللغة العربية, الى ان تصل ان تتهمهم "العرب كهوية" بالاحتلال و الجرم في حق الامازيغ عبر تاريخ وصولهم الى شمال افريقيا بالابادة العرقية , كما يقولون و ابادة فكرية و هكذا اتجهت الى الدعوة الى تثبيت الامازيغية كهوية للمغرب و كلغة رسمية , و في مسيرتهم تلك و مسعاهم اجحفو في حق العربية بالاقصاء من المعادل
الامر فتح جبهة صراع هوياتي اتسم في كثير من مراحله التاريخية بالعنف , و الدعوة الى التصعيد بشتى اشكاله, فكانت الجامعات المغربية و هي المعقل الرئيس لتلك الحركات مسرحا , لمشاهد مصادمات هوليودية , و اقتتال بالاسلحة البيضاء و السيوف و العصي, و الامر كان غالبا ما يسقط ضحايا من الاطراف المتنازعة , في هذا النزاع المجاني , و لم يكن الصراع بين العرب و الامازيغ و العنصرية القائمة بينهم هي حالة النزاع الفكرية الوحيدة , و انما جبهة هذا الصراع محتقنة بالتيارات المتطاحنة فيما بينها , و لحسن الحظ ان صراعها فكري , لأن النظام لحسن الحظ اقوى واكثر صرامة منهم , الامر الذي حال دون ان يكون اي شكل من اشكا التسيب, و هنا لابد ان نذكر ان على رأس القائمة , حركات كالحركة الثقافية الامازيغة, بخلفية عرقية و انتشار واسع بدول شمال افريقيا, و من ثم يأتي الاسلاميون, المتمثلون في تيارات عدة اقواها و اشهرها , حركة العدل و الاحسان , و هي محظورة , فزعيمها الراحل الشيخ ياسين, دعى بلسانها الى الزحف على العاهل, بغية اسقاط حكمه, اضف الى القائمة النهج الديموقراطي, الحركة الشيوعية الهوية, وقس على ذالك بعض الأحركات الانفصالية و الحركات الثورية و القائمة طويلة

فالنقطة التي تعتبر الفارق بين السلم الفكري و الحرب الهوياتية , هي التعصب , فكلما كان التعصب هو ما يغدي هذا النقاش الا و أتجه الا العنف, و الدعوى الى التحريض و الكراهية, لانه نبذ و اقصاء للأخر, فمن الطبيعي ان يرد الاخر بنفس الدرجة من العنف. / بقلم محمد وحيدة
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ