لا يمكن الحديث عن ظاهرة من الظواهر المعاصرة دون الإشارة إلى دور الإعلام في نشرها و حتى تطويريها, فللإعلام دور من الأدوار الرئيسية. على مستوى نشر المضمون التفاعلي, باعتبار أن المضمون له عدة انعكاسات على كل الأصعدة, الاجتماعية و الإنسانية, و أكيد الأخلاقية فالحالة التي وصلة إليها الوضعية الأخلاقية بالمجتمع المسلم يتحمل الإعلام مسؤولية كبيرة, و هذا القول لم يأتي فقط لينتقد المحتوى الذي تبثه , و إنما نتيجة لما شهدنا من تحول اجتماعي ملحوظ و تصدير منهج, و تصاعدي للثقافة الغربية الفارغة من مضامين الحياء المبدئي إلا في بعض النقاط, و الإعلام بدوره كما يكرس للأمر فانه في الوقت نفسه يتحدث عنه باعتباره مادة إخبارية مربحة
يروج الإعلام الترفيهي للقسم الأكبر من المضمون المغري الذي يشاع, لعلاقات الفتيان بالفتيات تحت مظلة الحب و العشق, و يمرر المشاهد * التطبيعية للأفعال المشينة من قبل و مقدمات الجماع و التعاطي للرذيلة, التي كلها ما باتت تشاهد في مسلسلات و أفلام و برامج , يصفونها بالعائلية, و الأمر الذي ادخل الطامة الكبرى للبيوت المحافظة, و تحت أعين الأهل و الإخوة, و الأخوات, فكان للفتات أن يكون لها عشيق تقضي الليل و فوق أدنيها سماعة الهاتف, في حواراتها الغرامية, و نقاش الأهواء المحرم, و خطا الفاحشة خلف الأسوار, و إنكار المبادئ و الأعراف, و الأخلاق و الشرائع النبيلة, و العاقبة كثيرا ما تكون بقلب مكسور, و أم عزباء , و أطفال ضحايا
كل ذالك كان نتيجة لما كرس له الإعلام التجاري, و هو أهم ما تبثه القناة الثانية المغربية و غيرها, فأعلى نسب المشاهدة تستحوذ عليها تلك المسلسلات, و هنا الذنب مشترك و متبادل فالجمهور بدوره يجعل المنصات الإعلامية تستشعر الاهتمام و الإقبال على منتجات بذالك المضمون و المحتوى المنحط, فيكون من الطبيعي أن تركز عليها أكثر من غيرها
في العالم العربي و الإسلامي, تشترى, و تحمل و يستمع إلى ألاف الأغاني, و الفيديوهات الغنائية, و تبث القنوات الغنائية صبيبا متواصل من الأغاني و المشاهد الاغرائية و الجنسية, تجني من خلالها أموالا طائلة, من الإعلانات الترويجية المتواصلة, لأن الآلاف يشاهدون تلك القنوات و يستهلكون ذالك المنتج, فيكون بذالك المحرك الدافع لهذه التجارة , هو المجتمع المتعطش لمثل تلك الأشياء, ومع تراكم هذه الثقافة يزداد التعطش, و يختفي العرف الاخلاقي شيئا فشي
*
اي انها مشاهد تتوالى في ذاكرة المتلقي , للوهلة الاولى تكون محظورة و تعتبر مشينة الا انه مع اسمرار التعاطي لها تصير امرا طبيعي
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ