كمواطن من داخل أي دولة , هناك دوما إجراءات علينا أن نمر منها لأغراضنا الشخصية, و نقبلها باعتبار أنها تمنحنا الثقة بأن ما نقوم به قانوني , و بمصداقية , إلا أن الأمر يصبح مجهودا عسيرا و اقصاءا للمواطن و أجزاء منه , و هي الكرامة , حينما نسأله مقابلا ماديا كبيرا, و تزيد فوق المقابل مجهودا و مشيا طويلا بين الإدارة و المصالح , و المراكز و عدد كبير من المؤسسات يتيه المرء بين أسمائها قبل أماكنها, و تعلم الدولة عن حالهم و حال أميين منهم و صعوبة الأمر, و تعلم كل العلم إلا أنها لا تحرك ساكنا و تستجيب للأمر أبطئ من الحلزون

كل هذا الأمر و تزيد الطين بله بطلبها المبالغ للوثائق بدعوى أنها تبحث عن ما يثبت, و ما يبين و في غالب الأحيان ليست إلا وثائق بسيطة, إلا أنها تستنزف من جيوب المواطن مبلغ التمبر, الذي يقض مضجع الكداح و إن كان حقا على الميسورين أن يدفعوه إلا أن غالبية من يأتي للإدارة, كداح و عمال و عامة الشعب المسحوق, و الذين ترى منهم الدولة مصدر دخل مربح, بدَفعِهم يوميا لرسوم تأتي بمبالغ ضخمة لخزينة الدولة , و في كل مرة يأتي المواطن ليحصل على وثيقة, يفاجئونه بتغير الوثائق المطلوبة و كم هو متعب أن تبحث عنها من جديد


شخصيا , اكره تلك الإدارة الرجعية , موظفون ببطون منتفخة, عابسون على الدوام, صراخهم أعلى من أي شيء غيره, و مقر تلك الإدارة و المؤسسات , دائما ما يكون في شقق مكتراة من طرف الدولة , قليلة الاظائة , و بدون لوائح إرشاد, و في طابق مرتفع, تصلح لتصوير فلم رعب بدل أن تكون إدارة, و تحتاج إلى قطع مسافة طويلة للغاية لكي تصل إليها, و عندما تصل و تحضر كل تلك الأوراق, يفاجئك شخص يعتبرونه من أعوان السلطة , و اعتبره من متعبي الشعب , و استحيي من القارئ الكريم من أن أقول كلاما أقبح من ذاك, يفاجئك , بأنه يحتج إلى نسخة من هذه الورقة , فتحتج لما و كيف و هل ... لكن لا يعيرك اعتبار , فتعود يا حبيبي إلى المدينة قاطعا نفس المسافة على قدميك , و إن كنت تملك عشر دراهم فبإمكانك استئجار سيارة أجرى , و إن كنت كبير السن , السادي المتسيد لن يراعي الأمر حتى, سينتظرك جاسا على مكتبه , و ستعود و لن يكون هناك , و ستنتظر, و إن كان هناك سيغلقون الباب بسرعة , انتهى الوقت عد غدا, و ستبطل يوم عمل أخر لتجلب من إدارتهم , شهادة تزن بضع غرامات , ربما احتجتها لمصلحة تافهة, و كثيرا ما ستشعر أنهم يماطلون في أداء الواجب و قضاء حوائج المواطن , كأنهم  ينتظرون أن ترشوهم ليسرعوا في قضاء حاجتك, الغالبية يدفعون المال, و من لا يملك المال لا يملك خيارا اخر , غير تنفيد طلاباتهم, او الصراخ , لكن من سيسمع, و سيحيطونك بالكثير من اصحاب القبعات الزرق, و ستستمر القصة كما كان يحدث لها , في بعض الاحيان يغضب الشعب فيحرقو تلك الادارة

لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة ربما في مرة ما سيحترق كل شيئ, و نعود بالله من ثورة الكداح , و نسأله هدى للامام قبلها

أحدث أقدم