بين الماضي و الحاضر, زمن طويل و خلال هذا الزمن يحدث التغير و الطفرة و الانتقال... من وضع معين إلى وضع أخر, و تتغير طباع المجتمع و سلوكيات أفراده, هو منطي لكن الغير منطقي أن يكون هذا التغير كلي و أن يخرج المجتمع عن مبادئه و عن جوهره, فهنا نستحضر الأمر الوقع , و كيف أن الرذيلة التي كانت من المحرمات في المجتمع و كانت أكثر شيء يجلب العيب و العار إلى العائلة , صارت اليوم في كل مكان...و في كل وقت .في الماضي, لن ننكر وجودها فدائما ما سيكون هناك خير و شر , لكن نسبتها كانت اقل و التعاطي لها أيضا اقل, و الأهم أن المجتمع كان يمقتها بشدة, و يعتبر أصحابها عالة القوم و فجار الوطن

مرأة مغربية ترتدي الحايك, كان يرمز للعفة و الحشمة, و كان رداء اغلب نساء المغرب في الماضي

في الماضي كان يحكى أن السكير إن مر في الحي في حالة سكر, يجتمع الأطفال حوله و يرمونه بالحجارة, و يلحقون به , و يلحقونه الأذى, تحت مرأى من كبار السن و مباركتهم لفعل الصغار, بل هم من حرضوهم على ذالك, بالنسبة لهم لم يكن الأمر ظلما للسكير أو تعنيفا بل, هو مجتمع يعاقب الخارجين عن مبادئه, لأنه مجتمع الفضيلة و الإحسان , و يتغنى كل أهله بالأخلاق, أخلاق يستقونها من منبع ديني متمثل في الدين الإسلامي ,ثم أخلاق و عادات المجتمع ذاتها, و إن كانت قبل الإسلام تضم الكثير من أمثلة الشبهات و الانحلال إلا أنها في معظمها مستقاة من الفطرة الإنسانية, التي تدعوا إلى الفضيلة , و تثمن المقولة الفلسفية, الإنسان طيب بالطبع, و تجابه المقولة المعاكسة , الإنسان شرير بالطبع

لأنه حقا الإنسان شرير بالطبع, لكن الشر متجسد بنسبة قليل , فدراسة سمعت بها على التلفزيون , قالوا بأن حوالي واحد في المائة من الأشخاص الدين يعيشون حولنا , سفاحة و لا يملكون مشاعر الرحمة, لكن في المجتمع المعاصر كأن النسبة قد تضاعفت ربما, فأشكال التكافل الاجتماعي على الرغم من حضورها بقوة إلا أن الكثير من الطباع في أفراد المجتمع عدائية, الأنانية , و الاستغلال , حوادث قتل من اجل السرقة , و المسروقات بلا قيمة , و اغتصاب, و انتقام, و سرقات حطمت حياة أشخاص , ليستفيد السارقة بعائد قليل من هذه السرقة لا يستحق,إنها الهوة أو الحفرة , التي نحن على حافتها, إن استمر الوضع على ما هو عليه, سلوكياتنا و أخلاقنا, ستندثر تماما, و سنتجه إلى مجتمع الغاب, و لن تبقى فضيلة أبدا, و لن نرى مشاهد الإحسان إلا القليل, و السبب أن ما نعتقد فيه , و نؤمن به , و كل ديننا ...كل ذالك نتناسها و نهاجمه لأنه باعتقاد البعض يقيد حريتنا, و يحرمنا من ممارسة حياتنا كما يجب


مابين الماضي و الحاضر تغير المفهوم لكل شيء , الماضي كان يَعتبِر بالأخلاق و أنها هي الحدود أما اليوم , فالحرية كانت ذريعتا للكثير من مشاهد الانحلال, و الميوعة, و باسم التحرر تنتهك كل القواعد الأخلاقية, و تبرر الميوعة, انه الحضر و ما سيأتي ربما سيكون أعمق و اخطر



بقلم محمد وحيدة

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم