الحق الطبيعي ... هو مجموع الحقوق التي تولد مع الانسان , و ترتبط به و يعتبر الحصول عليها طبيعيا و لحظيا مع ولادته و خروجه للوجود, و هي الجوهر و الحقوق المبدئية و المبنية على جوهره و هو الانسانية , و التي من دونها لا يتحقق للانسان ان يعيش حياتا الكريمة , و هو شيئ الذي لاغنى عنه , على غرار الكرامة و الحق في الوجود و الامن و غيرها من الحقوق الجوهرية الطبيعية...انها المنطلق للكثير من المقولات الفلسفية و المنبع للفكر النضالي, فهذه الفكرة- الحق الطبيعي- هي ما يغذي الكثير من اشكال الكفاح الانساني , و تشكل الغذاء الرئيسي لكل الحركات التحرُرية , سواءا كانت تحرُرية بالفعل , او انها

تتبنى التحررية بالشكل و القول دون جوهر و اقصد هنا االحركات العلمانية التي أخدت على عاتقها الدفاع عن حرية الانسان بشكل مبالغ تجاوزت بذالك حقوقه الطبيعية, لتأطر بعض افكارها و تبرره بالميول , و أكثر ما يتجادل بشأنه بهذا الخصوص, الجنس , و بعض المغالطات عن المرأة



من النفاق ان نقول اننا نسعى الى رَخاء المجتمع و أمنه و و سعادته و حريته , و كل ما ندعوا اليه هو الرذيلة و المجون و حرية الرقص و الجنس , كأن هذا العالم لا ينقصه غذاء و لا ينقصه تعليم 

لابد ان نميز بين الحق, و حدوده , و أن نفصله عن الحرية , فحقيقة أن الحرية حق طبيعي لا يجوز اسقاطه باي حق الا في حالات معينة يكون فيها الامر مشروعا, كالقصاص, لكن القولة المأثورة , -حرية الفرد تتوفق عند المساس بحرية الغير- هي التي يمكن القول عنها انها قاعدة شاملة , و جامعة لمفهوم الحرية لان هذا المفهوم يحتاج لقاعدة تأطره , فلا يمكن ان أقول ان ممارسة الجنس حق طبيعي من داخل المجتمع, سأشرح لك , يقوم كل التحرريون بدعوى الحرية فيقولون ان من حقهم ان يمارسوا الجنس باعتباره حريتهم, و يجبون شوارع الاحياء العربية و الاسلامية و ينضمون احتجاجات, و حركتهم على مستوى الاعلام قوية , و نشيطة , و يكون يكون مبررهم الحرية ...الحق, و غيرها , لكن تبعا لمجتمع لا يقبل بما هم يدعونه اليه , فانهم بذالك ينتهكون قواعد هذا المجتمع , الديني و الاخلاقي 

من هذا المنطلق فان ما يدعون اليه اعتداء على قواعد المجتمع الاخلاقية و اي انه تعد على حقوقهم , و حرياتهم في الاختيار انهم اختاروا و قبل هذه المبادئ , و اي اضرار بها سيكون اضرارا لهم, اي ان المجتمع المسلم في غالب مكوناته , لا يقبل ما هم يدعون اليه , انه اعتداء على حقوق هذا المجتمع طبعا سيقولون ان كل هذا الذي يعتبر قواعد للمجتمع , لكن هذا حق طبيعي , نعم لكنه مضبوط بقواعد الزنى محرم , لكن الزواج محبب و مشروع , و له هذف و فوائد على العلاقات المحرمة, اجتماعيا و في كل النواح انه رابط عاطفة , و ازدهار للارض, و عمارة لها,

تعتبر الدول الاسلامية, كلها مصنفة من ضمن دول العالم الثالث, فقر مدقع و تشرد و تخلف على عدة مستويات , و من السابق لأوانه ان اتحدث عن الترفيه , و اعداد منشئات للترفيه بهذه البلدان , قبل ان اشيد المدارس و المستشفيات, و ابني مأوى للمشردين

ثم يحز في نفسي أن يُكرِسوا مجهودا فكري , و مادي و دعائي, و الهدف هو الدفاع عن الحرية الجنسية و غيرها من الافكار الرجعية , وحال المجتمع ان طائفة منه خارقة في الفقر , و النكد, و الاف المشردين يتجولون بدون مأوى , و حملة الشواهد بدون فرص شغل , و الكثير من المشاهد المؤلمة عن الوضع, لذالك الحق الطبيعي هو ان تحيى بكَرامة و حرية و حاجاتك الأولية ملبَات , هذا قبل الحذيث عن اي شيئ اخر , مراعين بذالك اهم الجواب التي لابد من ان تأخد بعين الاعتبار, من بينها الأخلاق التي هي من اهم دعائم المجتمعات , و ركائزها

بقلم محمد وحيدة

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم