الكينونة من فعل كان, و هي ان تكون, اي أن تتواجد, و ببسيط العبارة هي الوجود, لكن معناها الاصطلاحي البسيط لايعني بالضرورة ,بساطة معناها الفلسفي, فطبيعة دماغ الانسان الفضولي, دفعته الى ان يفكر في كينونته , من منطلقات عدة , و ان يتسائل عن الماهية من وجوده ,شكلا و مضمونا

و كان للانسان على مَر التاريخ مخَلَفات فكرية عدة ناقشت كينونته, و بينها حديث لديكارت عن الشك و تناول فيه ,ان تشك في كل شيئ حتى في وجودك, لم يأتي بمثال اخَر , بل قال اَن تشك في وجودك, انها نقطة مهمة لأن الكثير تحدثوا عن شكل وجود الانسان, و هل من الممكن اي يكون وجوده الحالي مجرد توَهمات و أن وجوده الحقيقي ,شكل اخر من اشكال الوجود, طبعا هذا ليس اِلا مجرد حديث جدَلي , يستمِر في الجدلية و لا اصل له  و لا صحة , قد يصفها البعض... زهطقة و خربشات فكرية , خصوصا من يتبنى تيارا فِكريا دينيا , او علمي مادي لا يؤمن بالتوهمات, لكن مادمنا نتحدث عن الكينونة , فل نناقشها ماديا و دينيا

في البداية أثَرتْ الفكرة القائلة بأن الانسان بحَثَ عن ماهية وجودِه, طبعا حَدث هذا في المجتمعات التي تعتنق ديانات ,و اخرى على عكسها لا تعتنق اي دين, فالمجتمعات الدينية قامت على فِكر ايماني انهى الجدل و استلَمَ الدين ,كمسلمة لا تناقش, و ان الانسان موجود ليعبد الله و ليختبر و لا داعي لاعطاء الغاية من وجود الانسان اهداف اخرى تبعده عن النقطة المركزية , و من بينها الماديات و الترف المبالغ و المخالف لنصوص الدين,  و ما يوصف دينيا بِكونه محرم, فهنا وُجِد جواب اِيماني يعتمد على الايمان, و اؤمن به كمُؤمن مسلم, و ان الانسان تحت ظرف الغفلة و لا يرى مَن خلقه و لا ما سيؤول اليه امْره بعد فنائه , ليكون لوجوده معنى , و الدين يقولها و هي عمارة الارض بالخير , و تحقيق العبودية لله , عبودية خالصة له جل و علا ,لا شريك له فيها , و هي مضبوطة بقواعد الدين و نصوصه البَينة

و حديث اخر مرتبط بالكينونة او الوجودية , و له علاقة بالقيم , و هو وجود الانسان  , يحدد من قيمته , قيل انا افكراذا انا موجود, اي ان وجوده رُهِن بالتفكير باعتباره نشاطا انسانيا و يرقى به عن غيره من الكائنات, هذا تقدير معنوي للوجود , و ليس مَادي , اما التقدير المادي , فيراعي المادة و الشكل , و يعطي للانسان قيمته من شكله , هنا شيئ امقته فعلا, هو المجتمع الشكلي , الوَسيمون فيه يوضعون بأعلى المَراتب , و غيرهم لا يقدرون حتى التقدير الذي يستحقونه, هذا تعريف اَخر للكينونة , تعريف اعطاه المجتمع لأفرادِه , يضلم به البعض و يأتي لمصلَحة أخرين


لحظات التأمل هي التي كانت سببا في القدر الاكبر من الفلسفة , بعضها كان فلسفة متطرفة

و ما الحق في الكينونة؟

أن تتواجد على الارض حَيا , أمر طبيعي , لكن هل كل الاشخاص على ألارض يَملكون هذا الحق كاملا , فكما قلت أن الوجود يحدد من عدة اشياء مادية و معنوية , فايضا لابد من الاشارة الى ان هناك اشياء ضرورية و ليست متجاوزَة بل يجب ان تكون في وجودك, ليقَال عنه وجود , هذا ما ارغب في الحديث عنه ,الحَق في الوجود , فالى جَانب الحق الطبيعي الذي نحصل عليه بمجرد و لادتنا , و بمجرد أن نتواجد على الارض , تأتي عدة شروط موضوعية اخرى لا يتحقق الوجود الكامل الا بها , لا ارغب في المبالغة و الحديث عن الترف و العدالة الاجتماعية و الماديات و فقط , و انما هناك اشياء أخرى بالاضافة الى هذه الاخيرة طبعا , فلا يمكن الحديث عن  وجود و حياة مريحة و  مثالية دون وجود عدالة اجتماعية , فهنا حديث عن تكامل كل العناصر , و تلاحمها مع بعضها البعض ,ألمادية منها , و المعنوية , كل منها حينما يتكامل مع بعضه البعض يحقق للانسان سعادته , و راحته و طمئنينته, انه شعور بالشبق و الراحة و هناء البال ...هذا هو الوجود .هي الكينونة , لابد من ان يطمئن المرأ بدينه و دنياه و مادياته مجتمعه ليحدث الامر 

لكن ألامر صعب المنال , و الدنيا لم تخلق لتقدم لك الرفاهية في اطباق من ذهب , فحتى النبي صلى الله عليه و سلم , حورب و عودي و اشتغل و تعب , هي الدنيا لابد من ذالك و حتى لأغنى  الاغنياء , بل كل البشر , لابد ان يحققوا وجودهم , فلا معنى لهم ان لم يخلفوا ميراثا يطبع اسمهم, و هم احرار في ان يختاروا شكل ما سيورثونه , بين خير و فضيلة و احسان يقود للجنة , و شر و سوء يقود للجحيم, و كأمنية نتمنى دوما أن ننال الخير , لكن لابد ان نعمل له , لذالك لابد ان أخلص الى مقولة هي الاهم من كل ما قيل , انه كي اكون, لابد ان اُخَلِف الخير , و ان اعَمر الأرض بالعمل الحسن و الفضيلة , فألنص القرأني مثلا يصف فيه الله جل و علا الجحيم بالموت , و الموت شكل من اشكال العدم , عن الحياة الدنيا على الاقل, و يقول جل و علا يأتيه الموت من كل جانب و ما هو بميت , و يصف جل و علا النعيم بانه هو الحياة , و الحياة هي الوجود , و هنا كل القصة لك الحق ان تحيى , و ان تتواجد فعليك ان تجري خلف حقك , ان تجري خلف النعيم فهو الحياة , فهو الوجود , هو الكينونة الكاملة

بقلم محمد وحيدة

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم