نقاش الهوية بالمغرب يحتل حيز مهم من المشهد السياسي ، فهذا الاخير و مع تنامي الحركة الثقافبة الامازيغية التي تعتبر الهجوم و تجريم المكون العربي ، من اساسياتها و تقاليدها، و ذالك جلي في نشاطها و تحركاتها، و ان كانت في خطاباتها الرسمية تعلن عدم تبنيها للفكر الاقصائي الا أن واقع الامر و ما نسمعه على لسان منتسِبيها يكذب خطابها الرسمي و يعاكسه فلطالما اعتبرت المكون العربي عنصرا دخيلا اولجه العرب الفاتحون الاوائل بالقوة الى شمال افريقيا ، و هكذا يترسخ في ذهن كل نشطاء هذه الحركة ان العرَبي عدو ، و طبعا شخصيا اعرف منهم من يتحاور و يقبل ان يجادل و من هو متطرف يشهر بآلعداء للعرب، و من يتتبع اخبار هذه الحركة قد يعرف بعضهم ، فيكفي ان نذكر ا سم عصيد ، هذا المفكر الامازيغي الواضح في كتاباته طَبعها الهجومي، و هنا السؤال الذي نستحضره مع هذه الافكار هل حقا العرب محتلون؟ ما طبيعة و
جودهم بشمال إفريقا و المغرب؟
الوجود العربي، كان نتيجة هجرة كبرى عن طريق فُتُحات لنشر الاسلام، تبنى العرب الاسلام كرمز لهم فقد جاء برسالة عالمية، لكنه جاءَ فيهم و الامر يحملهم الكثير من المسؤوليات ، و اهمها مسؤولية الرسالة و الدعوة و نشر الاسلام و شريعته السمحاء ، و الجادة، و الامر قام به العرب و من أمنوا معهم برسالة الحق من العجم في البديات الأولى من الدعوة التي بدئها النبي محمد عليه السلاة و السلام، و كانت الهجرة و الترحال العالمي من بين ركائز الدعوة و اهم اساليبها، فقد راسل النبي عليه الصلاة و السلام كبار اباطرة الإمبراطوريات و الدول الكبرى آن ذاك ، و كانت الهجرة من مكة الى يثرب (المدينة) من اهم المحطات التاريخية التي عرف الاسلام بها، فقد.كان الهدف منها تموقعً جيدا و استراتيجي للمؤمنين، الى حين تغير الضروف بدل موقع ضعف الى موقع قوة، و ايضا لكسب المزيد من التأييد و البيئة الحاضنة.
و بعدما انتصر الاسلام في بيئته و تمكن النبي عليه الصلاة و السلام من أن يأسس للدولة الاسلامية ركائزها، صار لابد ان تتِم المهمة الكونية، و هي بنشر الاسلام على اوسع نطاق ممكن و دعوة اكبر عدد ممكن من الناس الى دين الحق، فانطلقت الفتحات، كانت رسالة سمحاء نشرت في اغلبها بالتي هي احسن، و بالجهاد تارتا اخرى، و شهدت الفتحوحات مقاومة من الشعوب التي وصلت اليها الفتحات، و شعوب أخرى لم تقاوم البتة ، و شمال افريقيا كان من الاماكن التي شهدت المقاومة، و بعد ان انتشر الاسلام،في مناطق معينة ، شارك الكثير من ابناء الارض الامازيغ ، الى جانب العرب في جهادهم ،فالرسالة كانت روحية و دينية،و لم تكن اطماعا في السلطة او المادة، لكن كثيرة هي القصص التي حُكيت عن انتهاكات و جرائم لبعض العرب خلال وجودهم التاريخي بالمنطقة، لكنها ليست جرائم دين حتى يهاجم الاسلام، و لا اخطاء عرق، حتى يهاجم العرب بعنصرية ، بل كانت اخطاء اصحابها، و لابد ان يعلَق العيب بأصحابها لا بالعرق الذي ينتمون اليه، لابد ان يتذكر من يهاجم اخلاق العرب، المثال العربي الذي قال القرآن في حقه، و انكَ لعَّلى خُلقٍ عضِيم، فليسَ العرق محددا للأخلاق، و نفس الوقت، على هذا الشخص ان يذكر تاريخ الشعب الذي يدافع عنه، و تاريخه الاخلاقي ، و هل كانوا احسنَ حالا من العرب، و لابد ان يتذكر ان الاسلام الذي جاء على يد العرب و العجم على حد سواء، له الفضل في ان اخرجهم من ضلام الوثنية، و عبادةِ الجمادات و غيرها من اشكال الجهل الشركي.
يتحرك العالم بشعوبه بشكل حتمي، فالكل يسعى الى قوتِ يومه، الى ماء شربهم و سقيهم، يبحثون عن سبل الحياة و متطلباتها، و البعض يغادرون اوطانهم لضروفهم الاجتماعية و الإقتصادية، فهذا هو نسق الحياة دخيل و دخلاء ، انها سنة الحياة و طبيعتها و لا احد سيوقف هذه الطبيعة، هذا سيزعج العنصريين و الذين يرفضون وفود الاجانب الى اوطانهم، فلا يجب ان تعالج الوضع بالعنصرية و رفض الاخر، بل بالتعايش.
محمد وحيدة
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ