أن تصلَ الى الله جل و علا يحتاج منك العمل و التقوى ، و النية الصالحة، و الى تحقيق العبودية لله، و ذالك عبر العبادات و غيرها من ما دعانا اليه جل و علا من جميل الفعل، و اجتناب النواهي،و نفس الشيئ مع علاقاتك بالغير فلتعاملات الاجتماعية نفس رتبة العبادات، فعلاقة الانسان مع غيره هي الشيئ الذي يبرز فيه خلق المرء و سعة صدره، و تقبله للأخر ، و معلوم ان المرء قد يبلغ درجة العابد القائم بأخلاقه، من هنا على الانسان ان يعلم انَ علاقته بالغير ان كانت كما يجب، و خُلِّقت هذه العلاقة بخلق
حسن،فانَ المرء قد ينال منها أجرا عضيما.
يتعامل الكثيرون مع علاقاتهم الاجتماعية باقتصاد بمعنى انهم يتجنبونها لطباعهم الانعزالية، او انهم يتعاملون بالمثل، اي يزورون فقط من يزورهم و يتعاملون مع من يتعامل معهم بالمثل ، الأمر مشروع و لاخطئ في ان نتعامل بالمثل في اشياء معينة، لكن حين يتعلق الامر بأمور حساسة اجتماعيا فمن الخطئ التعامل بتلك الشاكلة، او قد يكون اضاعتا لجزاء عضيم، رغم انهم قطعوك فزرهم ففي هذه الحالة يعضم الاجر، ان اساؤو لك فأحسن لهم ،فهنا يعضم الاجر،فكلما كان عملك الصالح شاقا و متعبا و يجعلك تقنط كلما كان الجزاء من خلفه، اعضَم و اكبر، كذالك النية و الايمان الصادق كلما كبرت كلما كبر الجزاء معها ، فلا ضير ان تخلينا قليلا عن تنافسنا مع الاخرين اجتماعيا و استبقنا الى الخير.
و الفكرة المحورية و الاهم انه لا يجب ان نعتبر ان تأثير سلوكنا يقتصر على دنيانا فقط ، بل ان كل ما نقوم به من صالح الاعمال و التعامل بإحسان ابدا لم يكن بغاية ارضاء الخلق انما هو سبيلنا الى رب الخلق، فتعامل معهم بخلق كأنت تتعامل مع الخالق جلَ و علا، و يجب ان تعلم ان من سيجزيك على اخلاقك هو رب اخلق سبحانه و ليس الخلق، و لو ان المجتمع تعامل صراحتا على هذا الا ساس لعم الامن و الاحترام كل اوصاله الممزقة، و وفق الله كلا الى ما يحبه و يرضاه.
محمد وحيدة
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ