في العراق :قد يتبادر الى دهن المتتبع للشأن العراقي،و مسار التطور السياسي بهذا البلد، مدى ضراوة المعارك التي خاضتها الجماهير العشائرية، خصوصا بالانبار،في اواخر 2014 و بشكل يومي كانت صور الاحتجاجات و الاعتصامات تبث على كبرى القنواة الاخبارية،و كبرى الصحف و الجرائد ،تلك كانت بداية الشأم و الامل في نفس الوقت، امل بتغير الوضع السياسي الى الاحسن،و شأم استغلال الجماعات المتطرفة للوضع.

كان الهدف من الاحتجاجات العشائرية المطالبة برحيل رئيس الوزراء نور المالكي، الا ان الحكومة المركزية و بعد فشلها في امتصاص غضب المحتجين، و تلبية مطالبهم غيرة من طريقة تعاملها معهم و لجأت الى استعمال القوة لقمع الاحتجاجات و فض الاعتصامات،و لم تتقبل العشائر المحتجة الامر ما دفعها للمقاومة، و كانت البداية التي اشتبكت فيها العشائر العراقية بالانبار بشكل مسلح مع قواة الحكومة المركزية ، العارك التي راح ضحيتها ابناء العشائر و جنود من الجيش العراقي، و كانت العشائر السنية اكثر تضررا، في ضل هذه الاحداث تهيأت الضروف لشحن المجتمع العراقي بالغضب،المجتمع الذي يحس الجانب السني منه بعدم الانتماء للحكومة المركزية بعتبارها حكومة يغلب عليها طابع الطائفية، و هكذا انضم اللألاف من ابناء العراق لما يسمى بالدولة الاسلامية بالعراق و الشام ،التي وجدت في العراق انتشارها القوي و مكانا لعملياتها الأيقونية التاريخية ، و لم تكن لتحشد قوتها كما فعلت لو لم يكن المجتمع العراقي حاضنا لها و مزودا رئيسي بالمقاتلين، منهم اصحاب التاريخ في الفكر الجهادي،و منهم قدماء الضباط و الجنود.


بسوريا نفس.ما وقع تقريبا في العراق،و القاسم المشترك ان الثورة و الاحتجاجات الشعبية مهدت لبروز التنضيم، و تراجع نفود النضام و تركه لفراغ امني بمساحات شاسعة من سوريا، و ضعف المعارضة المسلحة فتح الباب على مصراعايه لتنضيم الدولة حتى يتمكن من السيطرة على مناطق شاسعة من سوريا،بالاضافة الى انها ايضا كانت مزودا قويا للتنضيم بالمقاتلين و في نفس الوقت تعايش كلا المجتمعان العراقي و السوري تحت ضل حكم التنضيم، بل حتى ان بعض المنتمين للتنضيم تحدثو عن ازدهار اقتصادي في ضل الدولة و عن صناعة و ما الى ذالك من الاشكال التي تبني الدولة الاسلامية من خلالها وجودها المجتمعي، و شكل متكامل لدولة.

المجتمع هو الطاقة القوية التي يمكن لأي نضام او تنضيم ان يستلهم منها شرعيته و قوته و موارده،و كان للمجتمع العراقي و السوري دور رئيسي في مسرحية ادت حكومتا البلدان اخراجا خرج عن السيطرة ، لينقلب عليهما، على الحكومتين و النضامين الطائفيين الخبيثين،الذي يتربع الطائفيون الشيعة اعلى هرمه ، يوجهون الاوامر على هواهم ،كثيرا ما هضموا فيها حقوقَ السنة، و كثيرا ما مارسوا التصفية و الابادة على اساس طائفي ، كل ذالك شحن مع الزمن المجتمع العراقي و السوري ضد الحكومة،ضد النضام،و عبر كثيرون عن غضبهم بالانتماء لتنضيمات كالدولة و القاعدة ، و استغلت هذه التنضيمات الضلم الاجتماعي الممارس ضد النضام  لتنضر لتكفيرها ربما، و ربما لحشد الغضب ضده و للحرب ضده، و الضريبة ،سوريا و العراق ،و ملايين القتلى و المشردين،و النازحين.
محمد وحيدة

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم