إعتلى هذا الرئيس المصري كرسيَ الرئاسة بعد انتخابات وصِفت بالنزيهة, رغم اني اعتبر ان شروطها لم تكن نزيهة , نظرا لمنافسه اَن ذالك , الذي كان احمد شفيق, العضو السابق بالحزب الوطني المنحل, و رمز الرئيس مبارك الذي اصبع ايقونة الشر ايام الثورة التي كانت اصل المأسات المصرية.



_____________

 و أياً يكن فمن البداية كان وجود احد الشخصَين من هؤلاء بالانتخابات,محاطا بالشكوك و الكثير من التأويلات, مرسي ممَثلا للاخوان و شفيق في الطرف الاخر, في وضع مثل هذا احتار الكثير من المصريين بين اختيار احد المرشحين, و كثير منهم لا يرغبون في كلا المرشحين, و سمعت على قناة الجزيرة تقريرا مصورا اثناء عملية التصويت و من احدى مكاتب الاقتراع, مواطنَة مصرية مسيحية صرحت, مش عيزين احمد شفيق و مش عيزين الاخوان, طيب مرسي , واضح من كلامها انها اختارت من بين شيئين احلاهما مر.... أَعتبر شخصيا يوم الاقتراع كان هو بداية حركة تمرد , الحركة في تلك الفترة كانت صامتة في نفوس المصريين, عدا الاخوانيين الذين كانوا متوجين بالرئاسة, و هي من أنذر انجزاتهم... لم ابدء الموضوع بعد لكن ما ذكرته  كان البداية المتعبة و الغامضة لمصير الرئاسة المصرية, و التي في الغالب تشابه اغلب سينريوهات كراسي الحكم بالعالم العربي, يختار العرب حكامهم بالوصاية او انقلابات او ثورات النصف راضٍ عنها و النصف الاخر ساخط, و هي حال الوضع السياسي بالمنطقة, الفوضى تعم الهرم السلطوي بالعالم الجنوبي للكرة الارضية, و هذا طبيعي في هذه الحياة لكن الشيئ الغير طبيعي بالنسبة لهذه المنطقة هو حتمية ادماج العنف في اي صراع عربي او يمكن ان اعمم الى العالم الجنوبي الذ في طور النمو, نتيجةً للعقلية الردكالية لكثير من التيارات السياسية و الجهل المستشري بين مواطني دول العالم الثالث, انه الجحيم على الارض مع الاسف مصر تقع في هذا الجزء من العالم.


تبادرت الى دهني العديد من السيناريوهات , ربما من اغربها... احتمالية ان تكون كل هذه الضوضاء مجردَ خطة معدة مسبقا من طرف مبارك بالتعاون مع الجهاز العسكري, لتوفير ملاذ امن له , بعد سلسلة من المحاكمات و البرتكولات الشكلية, و التي ستؤول في نهايتها الى الحكم بالبرائة على الرئيس مبارك و ابنائه, و هذا ما حدث فالنتيجة الحالية هي ان مبارك خرج بريئا من ما كان عليه من جرد, و مرسي محكوم بالاعدام, هنا المفارقة الغريبة...لهما نفس التهمة و نفس الوضعية لكن احدهما حكم بالاعلام و الاخر اطلق بريئا, و اكثر شيئ مقزز من القضاء المصري إنها درجة العصبية التي يتعامل بها قضاء واحدة من الدول التي تعتبر وضعية حقوق الانسان فيها مزرية و غارقة في الحضيض, هو كاذب من قال ان مصر تعطي للرأي حرية و مساحة مفتوحة, امر مستحيل و مستبعد, على الاقل في الغترة الحالية و الى مدى ربما بعيد, و المثال الحي على ذالك هي المشاهد التي يتكلف الاعلام العربي و الاجنبي , بقيادة الجزيرة الفضائية, المعادي لما يمكن تسميته بالانقلاب العسكري, او احب ان اقف موضع الحياد و اقول عنه -انتقال السلطة بمصر, مشاهد تمرر للعالم عبر نوافد اعلامية محتشمة , تمرر سوء المعاملة و الاذلال, و القهر,  كل تلك المأسي انضافت الى مأسي كانت تأرق المصري المنهك, و السيسي المخطئ الاكبر في هذه الحالة, بافراطه بالتعاطي بعدوانية كبيرة مستمدا شرعيةَ عنفِه من ملايين المصريين  الذين يؤيدون الطريقة التي انتزع بها السلطة, يؤيدون ايضا ما حدثَ لمرسي, بل كانوا بكمهم الجماهيري الوازن يطالبون بإعدام مرسي, هذا ما حدث ....مرسي تحت حكم الاعدام؟؟

اعتبر مرسي الضحية الكبر في النسخة المصرية من المؤامرة الكبرى  , حتى ان كان السيسي غير متؤامر مع مبارك  و حتى ان لم يكن احد قد خطط للإقاع بمرسي, فمرسي ضحية الشعب , و التعجرف و العسكر الذي منحوه تثمانية و اربعين ساعة لحل الوضع المشتبك في البلاد و هي مدة ليست كافية حتى  للإستقاض من وقع الصدمة, لم يمنح الوقت و هذا امر متعمد فهي فترة غير كافية لإتخاد اي خطوة, انما قدمها العسكريون لتبرير و اعداد الاجواء المناسبة للخطوة التالية, و هي عزم مرسي, مرسي ضحية الشعب نعم و هو الذي قام في حركة مليونية مطالبا باسقاط مرسي, ليردَ مرسي سأدافع عن الرئاسة بدمي, ليشعل الطرفان المعركة التي سرقت ارواح المئات من المصريين, ما كان ابدا على مرسي ان يردَ بتلك التصريحات الهجومية و و ماكان عليه التشبث بالسلطة كما فعل سلفه, لم يتعلم اكيد من الثورة التي مضت.


لم يتعلم و الامر ذاته للشعوب العربية لا تدرك ان اهدار الطاقة و الموارد في الثورات و الحروب و القتل اعظم خطيئة سيندم عليها العرب كثيرا, و هي السواد المسجل في تاريخهم, هم لم يدركو انه من الاجدر ان نخسر طاقتنا في البناء و التطوير و العلوم لا في الهدم , فوتيرة الهدم اسرع من البناء , مع الاسف يحبون السرعة على التقدم و الراحة , يحبون الخطابات الحماسية و الجهادية المخطئة في وضع نحتاج فيه للعمل اكثر من اي وقت مضى, و هاهي داعش تزيد الطينَ بلة و تزيد من وظع التفرقة بين المسلمن, الامر محزن لي كعربي امازيغي , قومي , داعٍ للوحدة و على امل ان يعم الامن و السلم هذا العالم , انتهت مني الكلمات .



بقلم محمد وحيدة

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم