كيف يكون الشباب المقهور و العاطل عن العمل هو وقود تنظيم الدولة الاسلامية
ديسمبر 24, 2015
اضافة تعليق
كغيرها من التنظيمات المتطرفة، داعش او تنظيم الدولة ،يبحث عن مصدر لموارده البشرية،و يعتمد لإستقطلب المقاتلين حملات اعلامية و اديولوجيا مكثفة لغسل الادمغة، و العديد من الوسائل التي يغرر بها الشباب المسلم،و من بينها المال و نساء كثيرات للزواج و السبي، هنا حيث يستغل تنظيم الدولة ضعفاء النفوس و المكبوتين الذين غيبوا عقلهم و ظميرهم و وصايا دينهم ،ليتوجهوا الى سوريا و العراق للجهاد, بعضهم نتيجةً لمعتقداتهم و الايديولوجيا التي سيطرت على افكارهم، و اخرون يتجهون الى هناك ربما ليحصلوا على الاشياء التي أغرتهم، من مال و سلطة و نساء و اشياء مادية كثيرة، و هنا الحديث عن الجانب المادي من المسئلة، و كيف تمكنت داعش من إغرء هاؤلاء الشباب، و ماهي الضروف التي ساعدت على نجاح هذه الدعاية و الاستقطاب للقتال؟
يشكل المقاتلون الاجانب اربعون في المئة من مقاتلي تنظيم الدولة، و اغلبهم عرب، تونس تتقدم الائحة لتليها بلدان كليبيا و مصر و الجزائر و المغرب، بلدان يعرف الشاب فيها معنى البئس مع تخرجه من جامعات و مؤسسات هذه البلدان التي تمنحهم مستقبلا بافاقَ ضيقة، و معدومة، هنا يشعر ابناء العشرون و الثلاثين من العمر بالظياع و علميا هي مشاعر طبيعية و مرحلة حساسة من العمر،فالشاب بحيويته و رغبته غي الاندماج السريع في شغل و مورد رزق، يجد الصف طويلا للغاية, مكتظا بأمثاله ممن سبقوه، كل هذه الوظعية المزرية قد تصادف اي شاب خريج جامعة او مدرسة عليا، فما بالك بالغير متمدرسين و الاميين، و الذين ستكون افاقهم المهنية و فرصهم في الشغل اقل بكثير من غيرهم، ويتوفر بذالك الفراغ المادي و الفكري الذي يجعل من السهل التغرير وغسل ادمغت هاؤلاء الشباب ، بتوفر شرط في نفسيتهم و هو الضياع، و الاحساس بغياب الافاق و السند الذي من الممكن ان يمنح هؤلاء الشباب الامل في المستقبل.
كيف التحقَ "امين من المغرب" بالتنظيم في سوريا:
امين فتى في حوالي ربيعه التاسع عشر، اختفى منذ شهر غشت عن عائلته بشمال المغرب ،ليترك لغز اختفائه المحير منذ حوالي ثلاثة اشهر، و يترك دمعَ امه منسكبا على الفتى المتهور، وفي اوائل شهر دجنبر تتفاجئَ اصدقائه على الفيسبوك ، ليجدوا صورته على حسابه ،و هو يحمل رشاش كلاشنكوف، متواجدا بسوريا برفقةِ رفاقه المقاتلين من تنظيم الدولة، تفجائت عائلته، بوقع الامر على امه، حكى ليَ القصة صديق مقرب و جار للفتى ، و قد قام اصدقائه على الفايسبوك بمراسلته، للتحقق من رأيه، و اقوالهم تفيد بانه يقول بانه يعيش في اجواء جيدة ، و يتلقى راتبا بقيمة حوالي مليوني سنتيم ،ما يعادل الفين دولار، و على حسابه على الفيسبوك صور يتباها بها بالرشاشات، برفقةِ ملثمي الوجوه، بجنسيات مختلفة، يشاركون في حرب ترويع و قتل و دمار ، باسم الجهاد و الجهاد منهم براء.
امين و هو يتباهى برشاش كلاشنكوف
و فتى الموضوع ، الصغير السن و الفارغ من اي افكار و تعاليم شرعية، و ماديا قد يعتبر نفسه تائه ، رغم انه كان من ناحية السن اصغر من ذالك ، لكنه مثال عن الانتقائية التي يمارسها التنظيم لينتقي مقاتليه، مستهدفا ظعاف النفوس و ضعيفي الافكار ، و المقهورين اقتصاديا، و كثير منهم عاشوا في حياتهم السابقة قبل التنظيم، حياة فاسدة و فاجرة و قاسية، اثقلت نفسيتهم بالمرض، و امرضوا معهم المنطقة بلهيب الحرب بالتعاون من الانظمة الدكتاتورية، مخلفين عن تعاونهم ذالك الكثير من الضحايا من ابناء الشعب العراقي و السوري.
بقلم محمد وحيدة
اقرأ ايضا: ما معنى isis و isil
0 رد على "كيف يكون الشباب المقهور و العاطل عن العمل هو وقود تنظيم الدولة الاسلامية"
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ