كغيرها من التنظيمات المتطرفة، داعش او تنظيم الدولة ،يبحث عن مصدر لموارده البشرية،و يعتمد لإستقطلب المقاتلين حملات اعلامية و اديولوجيا مكثفة لغسل الادمغة، و العديد من الوسائل التي يغرر بها الشباب المسلم،و من بينها المال و نساء كثيرات للزواج و السبي، هنا حيث يستغل تنظيم الدولة ضعفاء النفوس و المكبوتين الذين غيبوا عقلهم و ظميرهم و وصايا دينهم ،ليتوجهوا الى سوريا و العراق للجهاد, بعضهم نتيجةً لمعتقداتهم و الايديولوجيا التي سيطرت على افكارهم، و اخرون يتجهون الى هناك ربما ليحصلوا على الاشياء التي أغرتهم، من مال و سلطة و نساء و اشياء مادية كثيرة، و هنا الحديث عن الجانب المادي من المسئلة، و كيف تمكنت داعش من إغرء هاؤلاء الشباب، و ماهي الضروف التي ساعدت على نجاح هذه الدعاية و الاستقطاب للقتال؟


يشكل المقاتلون الاجانب اربعون في المئة من مقاتلي تنظيم الدولة، و اغلبهم عرب، تونس تتقدم الائحة لتليها بلدان كليبيا و مصر و الجزائر و المغرب، بلدان يعرف الشاب فيها معنى البئس مع تخرجه من جامعات و مؤسسات هذه البلدان التي تمنحهم مستقبلا بافاقَ ضيقة، و معدومة، هنا يشعر ابناء العشرون و الثلاثين من العمر بالظياع و علميا هي مشاعر طبيعية  و مرحلة حساسة من العمر،فالشاب بحيويته و رغبته غي الاندماج السريع في شغل و مورد رزق، يجد الصف طويلا للغاية, مكتظا بأمثاله ممن سبقوه، كل هذه الوظعية المزرية قد تصادف اي شاب خريج جامعة او مدرسة عليا، فما بالك بالغير متمدرسين و الاميين، و الذين ستكون افاقهم المهنية و فرصهم في الشغل اقل بكثير من غيرهم، ويتوفر بذالك الفراغ المادي و الفكري الذي يجعل من السهل التغرير وغسل ادمغت هاؤلاء الشباب ، بتوفر شرط في نفسيتهم و هو الضياع، و الاحساس بغياب الافاق و السند الذي من الممكن ان يمنح هؤلاء الشباب الامل في المستقبل.

كيف التحقَ "امين من المغرب" بالتنظيم في سوريا:

امين فتى في حوالي ربيعه التاسع عشر، اختفى منذ شهر غشت عن عائلته بشمال المغرب ،ليترك لغز اختفائه المحير منذ حوالي ثلاثة اشهر، و يترك دمعَ امه منسكبا على الفتى المتهور، وفي اوائل شهر دجنبر تتفاجئَ اصدقائه على الفيسبوك ، ليجدوا صورته على حسابه ،و هو يحمل رشاش كلاشنكوف، متواجدا بسوريا برفقةِ رفاقه المقاتلين من تنظيم الدولة، تفجائت عائلته، بوقع الامر على امه، حكى ليَ القصة صديق مقرب و جار للفتى ، و قد قام اصدقائه على الفايسبوك بمراسلته، للتحقق من رأيه، و اقوالهم تفيد بانه يقول بانه يعيش في اجواء جيدة ، و يتلقى راتبا بقيمة حوالي مليوني سنتيم ،ما يعادل الفين دولار، و على حسابه على الفيسبوك صور يتباها بها بالرشاشات، برفقةِ ملثمي الوجوه، بجنسيات مختلفة، يشاركون في حرب ترويع و قتل و دمار ، باسم الجهاد و الجهاد منهم براء.
امين و هو يتباهى برشاش كلاشنكوف

و فتى الموضوع ، الصغير السن و الفارغ من اي افكار و تعاليم شرعية، و ماديا قد يعتبر نفسه تائه ، رغم انه كان من ناحية السن اصغر من ذالك ، لكنه مثال عن الانتقائية التي يمارسها التنظيم لينتقي مقاتليه، مستهدفا ظعاف النفوس و ضعيفي الافكار ، و المقهورين اقتصاديا، و كثير منهم عاشوا في حياتهم السابقة قبل التنظيم، حياة فاسدة و فاجرة و قاسية، اثقلت نفسيتهم بالمرض، و امرضوا معهم المنطقة بلهيب الحرب بالتعاون من الانظمة الدكتاتورية، مخلفين عن تعاونهم ذالك الكثير من الضحايا من ابناء الشعب العراقي و السوري.

بقلم محمد وحيدة

اقرأ ايضا: ما معنى isis و isil

اضف تعليق

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

أحدث أقدم