السرطان مرض شائع، بل هو شديد الشيوع. في عام 2008، شخص المرض لدى ما يقرب من 12.8مليون نسمة، توفي منهم 7.9 ملايين شخص، فشكلوا ما يقرب من 13٪ من إجمالي الوفيات في ذلك العام. وبالرغم من الاعتقاد أن السرطان مرض يصيب كبار السن في البلدان صاحبة الاقتصاد الأكثر ثراءً، فإن حوالي 70٪ من تلك الوفيات وقعت في البلدان ذات الدخول المنخفضة أو المتوسطة. ويصيب السرطان كلا الجنسني وجميع الأعراق، الغنية منها والفقيرة على السواء. يخشى الناس من تشخيص المرض، إذ يعتبره المصابون به (وكثريًا ما يكون هذا الافتراض صائبا) حكما بالإعدام. والمرض ذاته وعلاجه من الأسباب الكبرى للألم والاكتئاب. فعلاج السرطان عبء هائل على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ويعد المرض من الأسباب الرئيسية لفقدان القدرة الإنتاجية في القوى العاملة نتيجة للوفاة المبكرة. حجم التباين في أعداد المصابين به في أنحاء العالم كبير للغاية. وأي مرض يصيب هذا العدد الهائل من الأفراد ستكون له علاوة على ذلك آثار اقتصادية خطيرة،و تتعدد الأساليب التي تتفاعل من خلالها الخدمات الصحية مع الاقتصاد، وهي نقاط سوف نعرضها بمزيد من التفصيل في فصول لاحقة. وتلقى دراسة أنماط معدلات الإصابة بالسرطان ضوءًا مثيرا للغاية على أسباب مرض السرطان
تشكل رعاية مرضى السرطان والأبحاث التي تجرى عليه أيضا عناصر مهمة في النشاط الصناعي. فنصف إجمالي العقاقري التي تستخدم في التجارب السريرية خاصة وقدرت السوق العاملية لجميع أدوية السرطان بقيمة 48 مليار دولار عام بالسرطان، 2008 بعد أن كانت 34.6 مليارا عام 2006. ويتوقع المحللون أن يتجاوز حجم النمو نسبة10٪ سنويٍّا في الفترة من عام 2010 إلى 2015. وفي كل عام تنفق الصناعة الدوائية ما بين 6.5 إلى 8 مليارات دولار على أبحاث أدوية السرطان وتطويرها. ويجعل هذا المبلغ ما تنفقه الحكومات والجهات البحثية الخيرية على تطوير الأدوية هزيلا، ما قد يعني أن الأدوية الجديدة تتركز في المجالات التي تحقق أعلى تأثير تجاري، لا على تلك التي تؤثر في الصحة العامة. وتعد شركات الدواء صاحبة عقاقير السرطان الناجحة من كبرى المؤسسات التجارية على مستوى العالم. أما شركات التكنولوجيا الحيوية التي لا تمتلك منتجات رائجة، لكنها تعمل على نحو واعد للوصول إلى عقار للسرطان، فيمكن أن تبلغ رخص هذا العقار في أي وقت لاحق قيمتها مليارات الدولارات لا لشيء إلا لاحتمال أنه علاج للسرطان. وهناك ما لا يقل عن 19 عقارا مضادا للسرطان تجاوزت مبيعات كل واحد منها مليار دولار عام 2009 ، وهو رقم يشكل عبئً حتى في أكثر بلدان العالم ثراءً التي تتحمل عبء شراء تلك الأدوية لمرضاها

هذا مقتطف من كتاب السرطان مقدمة قصيرة جدا حمله او اقراه من هنا
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ