البروباغاندا هي كلمة لاتينية و تعنى , نشر معلومات غير حقيقية و مضللة , و في معناها المعاصر تتمثل في حملات إعلامية و ترويجية موجهة إلى شعب ما أو طائفة معينة بغرض التأثير في رأيهم و غسل دماغهم إعلاميا , و جعلهم يتبنون رأيا جديدا هو الرأي الذي يحاول صاحب البروباغاندا إجبارهم بدون شعور و لا عنف على تبنيه, و هناك عدة طرق و منهجيات لغسل الدماغ و تثبيت الأفكار في عقلية و نفسية الفئة المستهدفة, تتركز بشكل أساسي على الإعلام.
استخدمت البروباغاندا كمنهجية للتجنيد و الاستعداد لكل الحروب بالعالم, فهي تبالغ في تقديس و تفضيل أهداف الحرب أو المشروع و تقدم كل جوانبه على أنها ايجابية و تخدم مصلحة الشعب , و تقدم هذه الأفكار في شكل مبالغ للغاية و مخالف للحقيقة , فيصفون الإرهابيين بأنهم أشرار و خطيرو و يبالغون في رسم سورة شيطانية عنهم , الأمر يدفع المواطن المشاهد إلى أن يتبنى رأيا عصبيا إزاء الإرهابيين المستهدفين بهذه البروباغاندا , و يكون هذا مقدمة لحرب و عمل عنيف ضدهم تكون هذه البروباغاندا قد أعدت له بشكل جيد.
مثال عن البروباغاندا الأمريكية في الحرب العالمية الأولى:
في فترة الحرب العالمية الأولى , كان الرأي العام الأمريكي رافضا و غير مبال بدخول أي حرب في مواجهة الألمان , و كانت أمريكا حينها تحت قيادة الرئيس –ووودرو ويلسون- , و سياسيا كانت أمريكا ملزمتا بتأدية تعهداتها مع حلفائها الأوروبيين , ما يعني مشكلة فلابد من طريقة تقلب وجهة نظر الرأي العام لصالح الحرب , و هكذا أنشأت لجنة حكومية للدعاية و أطلق عليها اسم –لجنة كريل- واستطاعة هذه اللجنة خلال زمن قياسي من أن تغير رأي المواطنين الأمريكيين و تجعلهم يوافقون و بشدة على قرار الحرب و التجنيد لها , و بهذه الطرق الإعلامية كانت تخلق الجزع لذا الأمريكيين من الشيوعية و تخلقه اليوم أيضا ضد الإسلام المتطرف كما تسميه , فهو نفس المبدأ أن تغسل الادمغة بشكل ذكي و مع الزمن الامر ينجح اذا لم يستفق المستهدف , انه كالتنويم المغناطيسي.
و في الحرب على أفغانستان و الحرب على العراق سوقت أمريكا لأفكار تجعل الرأي العام الأمريكي يوافق بل و يدعوا بقوة الى الحرب على الشر المتمثل في الإرهاب الإسلامي , و بعد تخدير الرأي العام الأمريكي صار هو الغذاء الذي يقوي الموقف الداخلي الداعي للحرب , حرب راح ضحيتها ملايين البشر من الشرق أوسطيين , حرب قتلت أمريكا خلالها ملايين البشر بشكل مباشر أو غير مباشر , لكي تنتقم لثلاثة ألاف شخص قتلوا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر, معادلة غير متوازنة , و جريمة استعملت فيها البروباغاندا من جديد للتغطية على هذه الجريمة, فوصف الإعلام الغربي الحرب الأمريكية المدعومة من طرف الغرب بأنها حرب نبيلة على الإرهاب , لكن ما تسببت هذه الحرب المتهور يعادل مئات أضعاف الأضرار و القتلى التي تسبب بها الإرهاب على مر التاريخ.
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ