من المحزن ان يتواجد الإنسان في بيئة و عالم مثل الذي نعيش فيه , كل الجمال الذي حولنا و كل هذه الطبيعة لم تدفع الإنسان أن يعيش و يستغلها كما يجب لقضاء كل لحظة من عمره كما يستحق بذالك لم يعطي لذاته حقها و اشغلها بالتفاهة, إذن من الذي دفعه إلى ذالك لابد من مخطط في دماغه , و لابد من هدف و لابد من سبب, في كثير من الأحيان رغبته و غطرسته تقوده إلى أن يجابه الأخر و يخالفه الرأي و ا يحاول فرض رأيه على الأخر, هنا المجابهة فالإنسان الأخر بدوره لم يجبل على الذل و لا يرضى به لنفسه لابد له من رد, من هذا المنطلق و تحت هذه القاعة تسري قوانين الاناسة و نفهم ما يحدث من هذا المنطلق ان لكل ظالم ضربة ستنتقم منه أنها ليست إلا قصة وقت و ستصل الضربة, فكذالك الشرق الأوسط التعيس الذي يعد محطة الأنظار الأولى في العالم و يعد قبلة الصحافة , صحافة المآسي إن صح التعبير , التي تسترزق على حساب معانات الشعوب و ان كان جزء منها يخدم قضية هذه الشعوب بإيصال الحقيقة للعالم, لكن العالم خاضع لأمريكا و أمريكا لا ترضى أن يقال عنها سوء و إن كان حقا, اكبر ذليل أنها أحرقت أفغانستان و العراق حينما جابهتها أنظمة هذه الدول و ضربت مصالحها في المنطقة و رفضت الطالبان تقديم الطاعة لها و غيرها من الأنظمة التي دمرتها أمريكا لأنها تخالف سياساتها , و ذريعة الحادي عشر من سبتمبر قد لا تكون الوحيدة لحروب أمريكا اللعينة المهلكة.
فصار أن كان لدول العالم المتمدن توجهات جديدة بعد الحرب العالمية الأولى, و أنجبت القيادات العالمية فلسفة سياسية أكثر تحررية و أكثر ادعاءا للديمقراطية , لكن كيف فهذه الدول لم تمضي عليها حتى بضع سنوات كانت خلالها تحتل العالم و تحرق السكان الأصليين بذريعة التوسع, فمن يصدق أن أسس الديمقراطية قد تأسست بعد الحراك و الانتقال الفكري الذي حصل بعد الحرب العالمية الأولى, فانه يغفل الكثير من نقاط المنطق التي يجب أن تراعيها في تبنيك لموقف ما, فوصفك لنظام ما بالديمقراطي ,مسؤولية ليست كلمة و فقط, فإذا كيف أمكن لفرنسا بعد سنوات الحرب العالمية أن تكون إمبراطورية عريقة و هي كانت تحتل نصف إفريقيا و تهلك مقاومة سكانها و رفضهم لها , أليست الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية غير كافية لبناء فكر ديمقراطي و تطبيقه و الفكر الديمقراطي و سطحياته كانت موجودة في الأصل لمَ لم تلتزم فرنسا به و احتلت الدول الضعيفة و على غرارها أمريكا و كل دول العالم المتقدم تقريبا, فهنا نعرف ا ناول من مارس الإرهاب و ترك بصماته بقوة في العصر الحديث هم أمريكا و حليفاتها فرنسا و بريطانيا الاستعمارية و ألمانيا العنصرية و غيرها من الدول التي كانت تزن قوة هائلة من الناحية العسكرية و كانت تمارس السياسة الخارجية مستعملة قوتها العسكرية , و تفرض خططها على المناطق الضعيفة, و ترغمها على الخضوع , فصار بعد أربعين سنة أن تحولت المشاهد... إن هذا الجلاد أصبح مثال العالم المطلق و النقي عن الديمقراطية , و كيف في هذه الفترة التي كانت تملئها حروب صغيرة و باردة و صامتة بعد الحرب العالمية الثانية, أن تبنى الديمقراطية من طرف الجلاد, يساورني الشك هل كل هذه الضوضاء عن الديمقراطية من خططهم الجهنمية و الطويلة الأمد التي اعتدنا منهم إن يفاجئونا بها, لكن سأكون واقعيا و سأعيش الحاضر المر و حلوه الغائب , أن الضحية التي كان الغرب يجلدها أيام الاحتلال أصبحت اليوم بدورها جلادا لم تتعلم من أساليبه الوقحة لم تتعلم من ألمها الوطني حينها, لقد أصبحت جلادا و ضد من ضد شعبها , و شعبها بدوره يجلد بعضه بعضا, هذا حقيقة فقد اختفت قيم التعاون التي تقوم عليها المجتمعات الآمنة و عوضتها حروب القبلية و النقاش عن العرقي و لمن الأفضلية و من يسيطر , حديثي هنا عن المجابهة التي تحدث في الشرق الأوسط بن الكرد و العرب و بين السنة و الشيعة و في دول المغرب بين الامازيغ و العرب , فدعني اخبر إن كتب التاريخ أخبرتنا أن من أول بشارات زوال الأمم أن تتعصب للعرق و اللغة و الهوية, حينها لابد أن لا يرضى احد الأطراف للأخر و أن يجابهه بالمثل و حينها تبدأ مرحلة الحرب و بعد الحرب تهلك الأمم حتى الأمة المنتصرة لن تطيل البقاء مادامت قد بنت وجودها الحالي على إلغاء الأخر , كما تفعل أمريكا اليوم, أمريكا اليوم متغطرسة و يحتاج العالم إلى المزيد من الوقت لتقع بعض الصراعات التي ستدفع دولا إلى تنمية قدراتها لتواجه أمريكا , اقرب تلك الدول هي روسيا ,التي أصابها جنون العظمة و الغطرسة بدورها قد تكون أسوء من أمريكا أتمنى أن تتحطم قوتها التي تدفعها للغطرسة بدورها , و هذا هو الحل فأمم متقاربة القوة لن تفكر في الاعتداء و التباهي على دول العالم, فالديمقراطية هي قضية ميزان قوة.
و بالمقابل حينما تتغطرس دول الغرب فإنها تدفع العالم إلى الرد و الاحتياط منها و تجره إلى حرب التسلح و تتسلح بشكل دائم , فكثيرون يعتقدون أن العالم قد تطور ديمقراطيا لكي يفكر في التخلي عن العنف و العكس هو الواقع أن التقدم العلم أوصل القوى العسكرة إلى أن تصل إلى ترسانة من الأسلحة و التقنيات العسكرية قادرة على تدمير العالم لآلاف المرات, و المشكلة أن اغلب الضحايا هم أشخاص و مواطنون أبرياء و نحن الذين لا دخل لنا في حروب أمريكا و روسيا التي من المحتمل أن تحدث , لو انه مقضو على بعضهم البعض لا مشكلة , لكن الوضع اخطر نحن معرضون لخطرهم أيضا, و لخطر أفكار الغطرسة التي تشبع أدمغتهم.
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ